إنَّ آخر آيتين من سورة البقرة آيتان عظيمتان، بيَّن عَظمة أجرهما وعلوِّ منزلتهما أحاديث كثيرة، منها أنَّها أُعطيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الإسراء والمعراج، بل في أفضل مكان وصله مخلوق -عند سدرة المنتهى .
اتّفق أهل التفسير على أن سورة البقرة سورةٌ مدنيّة، وهي من أوائل السور التي نزلت في المدينة، ونزلت على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في بطن الوادي بالعقبة، لِقول ابن مسعود -رضي الله عنه- بعد أن رمى جمرة العقبة: "هَذَا وَالله مقَام الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة"،وجاء عن أبي داود في كتابه الناسخ والمنسوخ عن عكرمة قوله: "إنها أول سورةٍ نزلت في المدينة".
ويجدر بالذّكر أنّها نزلت على فتراتٍ مُتفرّقة، فآية مئتان وواحد وثمانون منها كانت آخرُ آيةٍ نزلت، وهي قولهُ -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، وقد نزلت في حجة الوادع يوم النحر في مِنى، وكذلك آيات الرّبا الواردة فيها من أواخر ما نزل من القُرآن الكريم، وعددُ آياتها مئتان وستٌ وثمانون آية.