جميع أبناء آدم خطّائين ،فهكذا خلقهم الله سجانه وتعالى ،فقد خلق الله الأنبياء فقط معصومين عن الخطأ بينما باقي البشر ليسوا كذلك ،ولكن لم يكن الله ظالماً للإنسان في هذا الأمر ،حيث إنّه خلق بني آدم خطائين ولكن جعل في السماء باباً مفتوحاً لا يغلق وهو " باب التوبة " .
عندما يرتكب الإنسان المعاصي والذنوب لا يشعر الإنسان بأنّه يرتكب المعاصي بل يكون مشغولاً بالمتعة التي يحصل عليها من المعصية التي يقوم بها،حيث إنّ المعاصي والذنوب تغرق الإنسان إلى حد الهذيان ،وعدم القدرة على استيعاب ما يحدث حوله ،وإنّما يعيش الإنسان في عالم من الأحلام المتواصلة ،وهذه هي النقطة الأخطر ،أي أنّ الإنسان يكون غارقاً في اللّذات ،ولا يوجد ما يجعله يستيقظ من غفلته التي ينام فيها.
المعصية والعصيان هو خلاف الطاعة، ويُقال عصى العبد ربه؛ أي خالف أوامره، بحيث يكون قد ترك أحد أوامر الله -عز وجل- أو أوامر نبيّه صلى الله عليه وسلم، أو فعل ما نهاه عنه الشارع، يقول الله -عز وجل- في سورة الأحزاب: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا).
لمّا خلق الله آدم وزوجه حواء وأدخلهما الجنة، أمرهما بأوامر، ونهاهما عن أمور؛ فأغوى إبليس آدم وزوجه فعصيا الله ووقعا فيما نُهيا عنه من المعصية، ويدلُّ ذلك على أنّ طبيعة البشر جُبلت على حبّ الشهوات والملذات؛ حيث إنّ مَعصية آدم بيّنت حبّه للخلود التي هي من الفِطرة التي جُبل عليها الإنسان، وقد أغواه إبليس عليه لعنة الله وأوهمه بذلك حتى عصى الله، قال تعالى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ).