يُعرَّف القبول بأنّه: حصول ناتج العمل وآثاره من ثواب، واستجابة دعاء، وقبول الله -تعالى- للعمل هو رأس الأمر كلّه، والعلم بأهمّية القبول من عدمه مهم في العمل؛ فإن لم يقبل الله العمل كان مردوداً على عامله، وجعله الله هباءً منثوراً.
يُعَدّ قبول العمل، أو عدمه من الغَيب الذي لا يعلمه إلّا الله -تعالى-، إلّا أنّ هُناك بعض العلامات التي قد تَدُلّ على قبول العمل، ومنها ما يأتي:
تعلُّق قلب العبد بحبّ الله، وحبّ كلّ ما يُقرّبه إليه، والإقبال عليه بالقيام، والإكثار من الذكر والشُّكر.
فتح أبواب الخير للعبد؛ فيغدو مُحِبّاً للطاعات ومُقبِلاً عليها، ومسارعاُ إليها، وغَلق أبواب المعاصي والآثام أمامه؛ فيُبغِضها، ويَنصرف عنها.
مواظبة العبد على الطاعات التي كان حريصاً عليها في رمضان، والتقرُّب إلى الله بطاعات أخرى لم يكن يحرص عليها قبل رمضان.
امتناع المسلم عن العودة إلى الذنوب التي تاب منها في رمضان؛ لأنّ حُسن العمل بعد التوبة علامة لقبولها، قال -تعالى-: (وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى).[٣]
استشعار العبد فضل الله عليه بأنّه صام رمضان راجياً من الله قبول عمله، ومُداوماً على ذِكره وشُكره، دون أن يتباهى بما قدّمه في رمضان من أعمال صالحة، أو أنّه حبسَ نفسه عمّا تشتهيه.
صيام الستّ من شوال؛ فقد ذكر ابن رجب -رحمه الله- أنّ صيام الستّ من شوّال من علامات قبول صيام رمضان؛ لأنّ الله -تعالى- إذا تقبّل عمل العبد، وفَّقَه إلى عملٍ صالحٍ بعده يكون دليلاً على قبول العمل الصالح الأوّل.
مسارعة المسلم إلى فعل الطاعات وترك المعاصي، وبقاء أبواب الخير في طريقه كما كانت في رمضان أو ازديادها أحياناً.