ينبغي على الإنسان شكر الله سبحانه وتعالى، وذلك حتى يؤدي جزءاً من نِعَم الله عز وجل عليه التي لا حصر لها ولا عدد، ومن أشكال شكر المسلم لربه؛ أن يُقبل على الله ساجداً له، ويقترن سجود الشكر عادةً بالنِّعم الظاهرة، فعندما ينعم الله على عبده نعمةً معينةً؛ كشفاء مريضٍ، أو دفع نقمةٍ أوشكت أن تصيبه، أو أن يُرزق بمولود بعد يأس، فإنّ أوّل ما يفكر به المؤمن أن يسجد لله سبحانه وتعالى شكراً وحمداً له على نعمه الجليلة.
من رحمة الله -عزّ وجلّ- بالمسلمين أن شرع لهم كثيراً من العبادات والأفعال التي من الممكن أن تُفعل تقرّباً إليه، ومن هذه العبادات التي شُرعت سجود الشكر، ويشكر الإنسان الله -تعالى- إذا حدثتٌ له نعمةٌ، أو اندفع عنه شرٌّ كاد يصيبه، ودليل ذلك قول الله عزّ وجلّ: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ)، ففي شكر الإنسان لله -تعالى- حياةٌ لقلبه وروحه، وزيادةٌ لإيمانه، وزيادةٌ للنعم في حياته، وشكر الإنسان لله -تعالى- يتمثّل بأن يعترف الإنسان أنّ النعمة التي حصلت له، أو البلاء الذي اندفع عنه، هو من الله -تعالى- وبإرادته، ومن لم يشكر الله -تعالى- ويعترف بفضل الله عليه، فإنّ النعم تُسلب من الإنسان جزاء جحوده بها.
وقد جعل الإسلام لسجود الشكر كيفيةً وهيئةً محددة، وقد نُقل العمل بسجود الشكر عن الكثير من العلماء، وإن كان سجود الشكر خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى فله الأجر والجزاء الحسن من الله.