تُصلّى صلاةُ التهجُد بعد القيام من النومِ في اللّيلِ، ويُسَنّ للمسلمِ أن ينوي القيام عند نومهِ، فإن غلبَه نومه ولم يقم كُتبَ له ما نوى، وإذا استطاع القيام يمسح النوم عن وجههِ، ثُمّ يقرأ العشر آيات الأخيرة من سورةِ آل عمران، ثُمّ يستعمل السِّواك، ويتوضّأ، ثُمّ يُصلّي ركعتين خفيفتين، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)، ثُمّ يُصلّي تهجُّدهَ ركعتين ركعتين، لِجواب النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- للرجُلِ الذي سألهُ عن كيفية صلاةِ اللّيل، ويجوز أن يُصلّي أربعَ ركعاتٍ مرةً واحِدة، والأفضل أن يكون للشخصِ عددُ ركعاتٍ معلومة، وأن يكون في بيتِه، ويوقظُ أهله، ويُصلّي بهم جماعة، ويقرأ بالجهر تارّة، وبالسِّر تارّة، وإذا مرَّ بآيةِ رحمة سأل الله، وإذا مرَّ بآيةِ عذاب استعاذ بالله، ثُم يَختم قيامه بصلاةِ الوتر.
أمّا ما يتعلّق بكيفيّة صلاتها، فإنّ صلاة التهجد تؤدّى ركعتان ركعتان؛ أي مثنى مثنى، فإذا شاء المصلي إنهاء صلاته ختمها بركعة وتر واحدة، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)، ويكون العبد في هذه الصلاة مخيراً بين الجهر أو الإسرار في الصلاة.