تُعَدّ صلاة الجماعة في المسجد من أفضل الطاعات التي يتقرّب بها العبد إلى الله؛ لما فيها من إظهار لشعائر الإسلام، وإبانة لوحدة الأمة، فضلاً عمّا تُتيحه صلاة الجماعة من اجتماع المسلمين وتواصلهم بالخير، وتفقّد أحوال بعضهم على اختلاف أصولهم وتعدّد قبائلهم، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، وقد شرع الله الكثير من الصلوات التي يجتمع فيها المُسلمون في أوقات واحدة، كصلاة الجُمعة، والعيدَين، والصلوات الخمس.
إنّ الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضةٌ من الفرائض التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده، قال تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، وهي الركن الأول من أركان الإسلام بعد نطق الشهادتين، وأوّل الأعمال التي سيحاسب عليها الإنسان ويُسأل عنها يوم القيامة؛ فإذا صلحت الصلاة صلح جميع عمل الإنسان، وإذا فسدت الصلاة فسدت جميع عمله.