يتعلَّق الإخلاصَ بحياة المسلم من عدة جوانب، فالإنسان مُطالبٌ بإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وهو من أوجبِ الواجباتِ عليه، ويكون ذلك في كل أحوال العبد وأعماله، ولا يُقبل عمل المسلم إلا بالإخلاص، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)، فمدار أعمال العبد راجعٌ لنيته من وراء ذلك العمل، ومدى إخلاصه لله فيه، فإن أدى المسلم عبادةً معينةً بقصد التَّقرُّب إلى الله دون التفكير فيما سواه كان قد أخلص العمل لله، وإن أداها بقصد التّزلُّف للخلق بحسن العمل أو لإظهار أنه من أهل العبادات فيكون قد رآءى في عمله. فالإخلاص هو الأساسُ الذي بُنيت عليه دعوة الأنبياء والرُّسل لجميع من بُعثوا إليهم دون استثناء، حيث قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)