يُقصد بالذكر: التذكّر، وعدم الغفلة والنسيان، ويكون بذلك ذكر الله هو: استحضار عظمته، وجلاله، مع التزام أوامره، وطاعته في كلّ حالٍ، ولذلك فإنّ من يعتقد أنّ ذكر الله -تعالى- يقتصر على التسبيح، والتهليل، والاستغفار يكون مُخطئاً؛ فالذكر أشمل من ذلك وأوسع؛ حيث إنّه يشمل الطاعات كلّها التي يقوم بها المسلم، فمن كان في طاعةٍ يأتيها، أو في معصيةٍ قد انتهى عنها كان ذاكراً لله -تعالى- في وقته ذاك.
ذكرُ الله هو عبادته، وتعظيمه والثناء عليه، سواء كان باللسان، أو القلب، أو الفكر، أو الجوارح، فهو يشمل كل اتجاه نحو الله -سبحانه وتعالى-، سواء كان هذا الاتجاه في العبادات المعروفة كالصلاة، والصيام، وقراءة القرآن، أو بالمدح والثناء عليه، باللسان من خلال أذكار معينة فيها ذكر الله بأسمائه الدالة عليه، أو إعمال الفكر تأملاً في عظمته، وتفكراً في قدرته، أو خفقان القلب بحبّه والشوق إليه، فالذكر إذاً يشمل كل سلوك ظاهراً كان أو باطناً من الإنسان نحو خالقه، فيشمل القلب والعقل واللسان وحتى الجوارح، وله فوائد عظيمة جداً في حياة الإنسان يتنعم بها الفرد والجماعة على حدٍّ سواء.