هي المال أو اللباس أو الطعام الذي يعطى للفقير أوغيره قرباناً لوجه الله تعالى وليس بهدف المكرمة، وهي مستحبة في كل الأوقات، ولاسيما في أوقات الحاجة، فقد حث الله سبحانه وتعالى عليها في كتابه الكريم، حيث قال: ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة:245]، كما ورد ذكرها أيضاً في السنة النبوية، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النارَ)
الأصل في نية الصَّدقة أنّها من الأعمال الخفية بين العبد وربه؛ فلا يُطلع عليها أحدٌ أيًّا كان، وقد جاء في الصحيحين: (سبعةٌ يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)؛ وذكر منهم: (ورجلاً تصَّدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)؛ ففي الحديث الشريف زيادة مبالغة بالاستتار؛ لقرب اليمين من الشمال، ولو أمكنَ المتصدقَ أن يُخفي صدقَته عن نفسه لفعل، فالأولى به أن يخفيها عن غيره.
كما أنّ الأفضل والأكمل أنْ تكون الصدقة خالصةً لوجه الله -تعالى-؛ لا يقصد بها المُتصّدق رياءً، ولا سُمعةً، ولا مِنَّة على الفقير أو المحتاج، وأنْ تكون صادرةً عن نفس طيبةٍ كريمةٍ، تجود بالخير دون انتظار مقابلٍ من أحدٍ من النَّاس؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى).