يعرّف مفهوم الصبر في اللغة بأنّه حبس النفس، أو الإكراه، والصبر الجراءة، وقال الجوهري: الصبر حبس النفس عند الجزع، وأمّا اصطلاحاً فهو معنىً عام يختلف باختلاف موقعه، فإن كان في حبس النفس لمصيبةٍ سمّيَ صبراً لا غير، وأمّا إن كان في الحرب سمّيَ شجاعةً، وإن كان في نائبة سمّيَ رحابة صدر، وإن كان في إمساك الكلام سمّيَ كتماناً، وإن كان في إمساك طعامٍ سمّيَ صياماً؛ فكل ما يحتاج إلى ثباتٍ على شيء أو إمساكٍ عن شيء يسمى صبراً.تتعدّد أنواع الابتلاءات التي تُصيب الإنسان في حياته، ولكنّ المسلم الحقّ هو الذي يمتثل أمر الله تعالى، ويصبر على كلّ ما يحلّ به، فقد أمر الله -تعالى- بالتحلّي بالأخلاق الحسنة، ومنها: خلق الصبر، حيث خصّ الله -تعالى- الإنسان وحده بخالص الصبر، وأمره بالاستعانة دائماً بالصبر والصلاة حتى تستقيم حياته، ويستطيع أن يحياها ويواجه ما فيها من متاعبٍ، وابتلاءاتٍ بكلّ قوّةٍ، وهذا بيّنٌ في كثيرٍ من الآيات الكريمة في القرآن الكريم، وخُلق الصبر يتمثّل بأن يضبط الإنسان نفسه عند فعل الطاعات، ويضبطها بعدم الجزع والخوف عند حصول المصائب، وأن يمنع نفسه عن ارتكاب المعاصي والذنوب، حتى يحقّق فعلاً مفهوم الإنسان الصابر، وينال الأجر والفضل المعدّ له.
يكون التحكّم بالنفس من خلال التمرن على الآتي:
التنفس ببطء: عند التعرّض لأي موقفٍ يؤدّي للتوتر أو الانفعال فإنّ أبسط طريقة للسيطرة على النفس تكون من خلال التنفّس ببطء وذلك بأخذ خمس أنفاس عميقة شهيقاً وزفيراً، وتخيُل أن التوتر يغادر الجسد خارجاً مع الزفير، ويُمكن أيضاً محاولة التبسّم حتى لو لم تتوفّر الرغبة بذلك فالتبسم يُلغي ملامح التجهّم ويؤدي لإراحة النفس.
الصبر: إنّ ممارسة النشاطات في وقت الفراغ تجلب الهدوء والسكينة للنفس مثل: السير في حديقة بعيدة عن الضجيج والفوضى، أو السير الهادئ في طريقٍ طويل دون صحبة، كما أنّ اختيار الوقوف في آخر طابور الانتظار عند الذهاب للبقالة مثلاً يُهذّب النفس ويساعد على التمرّن على الصبر وتحمّل الضغط.