ممّا لا شكّ فيه أنّ الله -تعالى- خلق الإنسان بأحسن صورةٍ، وأجمل هيئةٍ، ولذلك حرّم على الإنسان تغيير تلك الهيئة بهدف تحسينها، وممّا يدلّ على ذلك ما رُوي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعن النامصات والمتنمصات، والواشمات والمستوشمات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله تعالى، فبلغ الأمر لأحد نساء بني أسد، واسمها أم يعقوب، وكانت تلك المرأة قارئةً للقرآن الكريم، فجاءت إلى عبد الله رضي الله عنه، وقالت: (بلغني عنك أنَّك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خَلْقَ الله)، فقال عبد الله: (ومالي لا ألعن من لعن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو في كتاب الله)، فقالت المرأة: (لقد قرأت ما بين لوحي المصف فما وجدته)، فقال: (لئن كنت قرأته فقد وجدته)، قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فقالت المرأة: (فإنّي أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن)، قال: (اذهبي فأنظري)، فدخلت المرأة فلم ترَ شيئاً، فرجعت إليه، وقالت: (ما رأيت شيئاً)، فقال: (أما لو كان ذلك لم نُجامعها).