في الإجابة نقول: نظراً الى أنّ الأصل في القيم الأخلاقية كافة هو الإيمان بالله تعالى، ومن وجهة نظر الإسلام لا يكون العمل قيّما ما لم يؤدَّ بدافع الإيمان، ومع اعتبار توقف الإيمان على المعرفة، حتّى أنّ للنقص والكمال في المعرفة تأثيرَهما الدقيق في كمال الإيمان ونقصه، وكلما اتصفتْ معرفة الإنسان بحَيويّة وعمق أكبر امتاز ايمانه بحيوية وعمق بتلك النسبة ذاتها. إنّ النتيجة الطبيعية لهاتين المقدّمتين هو أن يُعدَّ العلم والمعرفة بمتعلَّق الإيمان من جملة المبادئ والاُسس للقيم الأخلاقية. وكما أنّ الإيمان حقيقة تشكيكية ذو شدّة وضعف ـ الاّ أنّه كلما كان أكثر حيويةً وقوةً دفع الإنسان نحو نشاط وسعي أكبر ونظام سلوكي أدق، ويوجب أخيراً قيماً أسمى فيما يتعلّق بالفوز والفلاح والسعادة الأبدية للإنسان ـ تكون للعلم والمعرفة ذات النسبة من الشدّة والضعف أيضاً، وكلما كانتا أكثر كمالاً أوجدتا قيمة أسمى عن طريق التأثير على الإيمان، وكان لهما تأثير أعمق في وصول الإنسان الى سعادته الخالدة، والى أكثر القيم والكمالات اصالةً في حياته.

وكنتيجة: لكي يصل الإنسان الى سعادة أكبر من الضروري أن يقوّي ايمانه، ولتحصيل الإيمان الأقوى لابدّ من المزيد من المعرفة كشرط ضروري الى جانب الشروط الأخرى.