المصحف الكامل برواية ورش عن نافع. من طريق الأزرق. المسمى بالمسيرة القرآنية المغربية
مصحف المسيرة القرآنية مقسما الشيخ المغربي رشيد بلعشية رواية ورش عن نافع مقسم احزاب 60
رواية الإمام ورش وعناية المغاربة بالقران
متى وكيف اعتنق المغاربة رواية ورش؟
قبل أن يستقر المغاربة على قراءة نافع برواية ورش عرفوا قراءات قرآنية متعددة، حيث تأثروا بداية بقراءة ابن عامر الشامي التي كان يقرأ بها أهل الشام، وذلك بفعل التأثير الشامي في الأندلس، وانتقال هذا التأثير إلى المغرب. استمر المغاربة والأندلسيون يقرأون القرآن الكريم برواية هشام عن ابن عامر ما يزيد على القرن، ثم تحولوا مدة إلى قراءة حمزة، ولم يتحولوا إلى رواية ورش عن نافع من طريق أبي يعقوب الأزرق إلا بعد أن استقرت هذه الرواية بمصر والقيروان وانتشرت بعد ذلك في ربوع الغرب الإسلامي كله. وقد أتقنها المغاربة وحافظوا عليها جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا.
من بين من أسهموا في إدخال قراءة نافع إلى الغرب الإسلامي أيضا العالم الأندلسي «أبو محمد الغازي بن قيس الأندلسي »، توفي سنة 199 ه 814 م، والذي رحل من قرطبة إلى المدينة، فأخذ القراءة مباشرة عن الإمام ورش الذي انتشرت روايته بالمغرب والأندلس، وصحَّحَ الغازي بن قيس مصحفه على مصحف نافع ثلاث عشرة مرة، فكان من أكثر المصاحف ضبطا في الرسم وفي القراءة.
لقد كان تأثر المغاربة تأثرا قويا بالأندلسيين في مجال القراءة وعلومها، عن طريق علماء مشهورين أمثال مكي بن أبي طالب وأبي عمرو الداني والشاطبي والخراز، الذين تلقف علماء القراءات المغاربة كتبهم فعكفوا عليها فهما وتدريسا وشرحا، وتجاوزوها إلى التأليف في مختلف فنون علوم القرآن.
هكذا، فمنذ أول المائة الثالثة من الهجرة، أضحت رواية ورش، الرواية المفضلة عند المغاربة ولم تستطع رواية أخرى أن تزاحمها، وإن أكثر ما قوّى هذه الرواية وشد أزرها، هو ظهور المؤلفات المبكرة في تدوينها وضبط قواعدها.