يقول مالك بن نبي: "لكيلا نكون مستعمرين يجب أن نتخلص من القابلية للاستعمار". هذه الجملة البسيطة هي الإشعاع النوراني الأول الذي استرسل لينير الفكر، ولقد أضاءها من قبل نور تلك الآية المذكورة هنا كأساس لنظرية مالك بن نبي في شروط النهضة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ومع ذلك فإن المؤلف يرى من المفيد أن يقدم التسويغ التاريخي والنقدي والعقلي لهذا الأساس الرباني، وهو يعد هذا التسويغ الذي يكشف في بعض الصفحات عن أصول فلسفته، اطّراد الحضارات، وهنا ينبثق حل المشكلة نتيجة حتمية لهذا الدرس التاريخي والنظرية تتكون جزءاً فجزءاً، بطريقة منطقية-طبقاً للتكوين الأساسي لكل حضارة حيث تتكون من الإنسان والتراب والوقت.