يُعدّ علم التشريح أحد أهم ركائز العلوم الطبية منذ آلاف السنين، وتنبع أهمية علم التشريح من حقيقة اعتماد الأطباء عليه لتشخيص العلل والاضطرابات الجسدية، ويتميز علم التشريح بثباته وعدم تغيره مع مرور الوقت؛ فالمعلومات التي جناها الإنسان حول جسم الإنسان لم تتغير كثيرًا منذ الأيام الأولى لنشأة علم التشريح، لكن يبقى علم التشريح مهمًا للغاية للأطباء والجراحين الذين يجرون عمليات عميقة داخل أجسام المرضى، كما يُعدّ هذا العلم ضروريًّا لباقي الخبراء الذين يتخصصون في قراءة وتفسير الصور الإشعاعية والطبقية، ومن جهة أخرى بدأت الحاجة لتعلم التشريح بالتراجع خلال السنوات السابقة بسبب وضع الأطباء والجراحين بروتوكولات طبية لتشخيص الأمراض دون الحاجة لوجود معرفة عميقة بالتشريح لدى الطبيب، مما أدى إلى انخفاض الحاجة إلى تعليم التشريح للأطباء والجراحين واقتصار إعطاء المعلومات التشريحية العميقة للأكاديميين والأفراد المتخصصين في علم التشريح بحد ذاته، وهذا الأمر بالطبع جعل الكثيرين يقلقون على مستقبل علم التشريح في الحقول الطبية ويرون انحدارًا في المعلومات التشريحية لدى طلبة الطب، لكن على أي حال تبقى مادة التشريح من بين المواد الإلزامية التي على طلاب الطب والعلوم الطبية عمومًا أخذها خلال السنة الأولى في الجامعة.