مجموعة من المقالات الاجتماعية والسياسية والدينية، حرص «المنفلوطي» من خلالها على معالجة شئون المجتمع. فعلى الصعيد الاجتماعي — الذي استأثر بالقسم الأكبر من كتاباته — دعى للإصلاح، والتهذيب الخلقي، والتحلِّي بالفضائل، والذود عن الدين والوطن، ونادى بضرورة التحرر من الخرافات والجهل والخمول والكسل. كما خصَّ المرأة بمقالتين؛ أكد فيهما على مكانتها وأهمية دورها في الحياة. وفي المجال الديني؛ رثى لبُعد المسلمين عن دينهم، وعزا ضعفهم إلى البعد عنه. كما ثار على الخرافات التي ابتدعها المسلمون؛ مثل: تقديم النذور للأولياء، وبناء الأضرحة على القبور، وغيرها من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان. وسياسيًّا تحدث عن القضية المصرية ووصف حال الأمة المصرية المنقسمة آنذاك، كما أشاد بالزعيم الوطني «سعد زغلول» واصفًا إياه بأنه «منقذ الأمة».
كتاب النظرات (ثلاث أجزاء). إنه يضم مجموعة من المقالات في الأدب الاجتماعي، والنقد، والسياسة والاسلاميات، وأيضاً مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة، جميعها كانت قد نشرت في الصحف، وقد بدأ كتابتها منذ العام 1907. العبرات: يضم تسع قصص، ثلاثة وضعها المنفلوطى، وهي: الحجاب، الهاوية، وواحدة مقتبسة من قصة أمريكية اسمها صراخ القبور للكاتب جبران خليل جبران، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص عربها المنفلوطي وهي: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، الانتقام. وقد طبع الكتاب في عام 1916م، وترجمه باقر المنطقي التبريزي إلى الفارسية بعنوان قطره های اشكر. ويقول الكاتب في جزء من هذا الكتاب أنه ليست العظمة التى تعرفونها لأنفسكم إلا منحة من الفقراء إليكم، فلولا تواضعهم بين أيديكم ما علوتم ولولا تصاغرهم فى حضرتكم ما استكبرتم، فلا تجزوهم بالاحسان سوءاً ولا تجعلوا الكفر مكان الشكر، تستدفعوا النقم وتستديموا النعم، أيها العظماء. لا عذر لكم فى الكبرياء فى جميع حالاتكم وشؤونكم فإن كنتم من أرباب الفضائل فحرى بالفاضل ألا يشهة وجه فضيلتة برذيلة الكبرياء فما تحمل الارض على ظهرها أسمج وجها ولا أصلب خداً من جهلة المتكبرين، فانظروا أين تنزلون، وفى أى مقام تُقيمون.