تفسير سورة الواقعة وأما المسلم فكل ما ورد في سورة الواقعة يدعوه للتمسك بعباداته والقيام بها على أكمل وجه، مما يجعلة راضيا مطمئناً، مستعداً ليوم الحساب.[٧] الدنيا فانية وكل ما فيها زائل، وتذكر المسلم لهذه الحقيقة يبث فيه الرضا والقناعة، ويجعله متعلق بالحياة الآخرة لا بالحياة الزائلة. اتباع سنة النبي في حرصه على قراءتها كانت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- توصي النساء بضرورة قراءة سورة الواقعة كل ليلة، وقال مسروق بن الأجدع: "من أراد أن يعرف نبأ الأولين والآخرين، ومصير أهل الجنة وأهل النار فليقرأ سورة الواقعة".[٨] وروي عن ابن مسعود أنه لما بلغته سكرات الوت جاءه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فسأله إن كان له وصية، فقال له : "لا"، ثم سأله إن كان يريد أن يوصي بناته بشيء، فقال: "إن بناتي علمتهن سورة الواقعة"،[٩] كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (علموا نساءَكم سورةَ الوَاقِعَةِ؛ فإنَّها سورةُ الغنى)،[١٠] ومع أن هذا الحديث ضعيف إلا أنه يؤخذ به في فضائل الأعمال. يجدر بالمسلم الحرص على قراءة سورة الواقعة اتباعاً لسنة النبي صلى لله عليه وسلم في ذلك. تُبعد الفقر قال بعض العلماء: "العجب لمن يقرأ الواقعة ويكون فقيراً! ففيها زيادة بركة وتوفيق"،[١١] وروى ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قرَأَ سُورةَ الواقعةِ في لَيلةٍ لم تُصِبْه فاقةٌ)،[١٢] ولعل الأحاديث الواردة في هذا لا ترقى لدرجة الصحة، ولكن يؤخذ بها في فضائل الأعمال. موضوعات سورة الواقعة تحدّثت سورة الواقعة عن موضوعات كثيرةٍ، نذكرمنها ما يأتي:[١٣] ذكرت سورة الواقعة في مقدّمتها يوم القيامة، وما يحدث في هذا اليوم من أحداثٍ عظيمةٍ وأمورٍ ثقيلةٍ تبعث في النفس الرهبة والخوف، حيث ترجّ وتتزلزل الأرض، وتتفتّت الجبال، وأخبرتنا عن ذلك من الآية الأولى حيث قال الله -تعالى-: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)[١٤] إلى الآية السادسة من قول الله -تعالى-: (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا).[١٥] ذكرت سورة الواقعة أحوال الناس يوم القيامة، حيث يكونون على ثلاثة أقسامٍ؛ أصحاب اليمين، وأصحاب الشِّمال، والسابقون، وتُبيّن النّعيم الدائم لأصحاب اليمين، والعذاب الأليم لأصحاب الشِّمال، وخاطب الله -تعالى- عباده بأسلوب الترغيب والترهيب رحمةً ورأفةً بهم.[١٦] ذكرت سورة الواقعة بعد ذلك آلاء الله -تعالى- ونِعَمه، ومظاهر قدرته في خلق الماء والزرع والنار، ووجوب شكر الله -تعالى- على نعمه العظيمة وتسبيحه وتمجيده وحده، وتُبيّن للناس أنَّ مَنْ أوجد وخلق كلّ هذا قادرٌ على البعث والإحياء مرةً أخرى للحساب يوم القيامة، والله -سبحانه وتعالى- وحده القادر على البعث؛ لأنّ الإعادة والبعث أسهل من بداية الخلق عادةً، وهذا للتقريب فالله -سبحانه- لا يُعجزه شيء، ومن أدلّة البعث التي ذكرتها الآيات:[١٧] الجَنين، وأنَّ الله -تعالى- قادر على خلقه بإبداعٍ، قال الله -تعالى-: (نحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ* أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ* أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ).[١٨] وإنبات الزرع، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ* أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ).[١٩] إنزال الماء على الأرض الميتة فتَحيى بإذن الله، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ).[٢٠] خلق النار ومظاهر قدرته فيها، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ* أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ).[٢١] ذكرت سورة الواقعة أنَّ جميع الناس سيموتون، ولكلّ واحدٍ منهم أجلٌ معيّنٌ لا يمكن تبديله أو تأخيره، وأنّه -سبحانه وتعالى- لا يُعجزه شيءٌ. ذكرت سورة الواقعة مكانة وعَظمة القرآن الكريم وعلوِّ منزلته، وقد أقسم الله -تعالى- بمواقع النجوم، وتقبيح ما يفعله الكافرون من تكذيب وجحود للنعم التي أنعم الله -تعالى- بها عليهم فقابلوها بالكفر والنكران. ذكرت سورة الواقعة في نهايتها أنّ كلّ ما جاء فيها هو حقٌّ ويقين، لذا يجب على المسلم أن يؤمن به ويسبّح باسم الله العظيم، فالقرآن وحدةٌ كاملةٌ متكاملةٌ، فهو حقُّ اليقين. سورة الواقعة سورة مكية، تحدثت عن عدة موضوعات كاليوم الآخر، والجزاء، والحساب فيه، وذكّرت الإنسان بنعم الله عليه وبينت قدرته في هذا الكون، وأكدت على أن القرآن وما جاء فيه حق لا تشكيك فيه، وسورة الواقعة هي جزء من هذا القرآن العظيم الذي بتلاوته تنال الأجور والبركات
يحتوي تطبيق تفسير سورة الواقعة على :
- فضل سورة الواقعة
- دعاء سورة الواقعة كاملة
حمل تطبيق الان