هو عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، المُكنّى بأبي محمّد، وُلد ونشأ في البصرة، إضافةً لكونه مؤرّخاً فقد كان عالماً بالأنساب وعارفاً بأحوال العرب، له العديد من الكتب، منها كتاب السيرة النبويّة المعروف بسيرة ابن هشام والذي تناولنا الحديث عنه سابقاً، وكتابٌ أورد فيه ملوك أهل اليمن وأخبارها في الجاهليّة أسماه القصائد الحِميريّة، وكتاب التيجان في ملوك حِمْيَر الذي رواه عن وَهب بن المُنبّه، وله كتابٌ شرح فيه ما وقع في أشعار السِّير من الغريب، وغير ذلك الكثير،
هذا الكتاب من أوائل كتب السيرة، وأكثرها انتشاراً، اختصره المصنف من سيرة ابن اسحاق بعد أن نقحها وحذف من أشعارها جملة مما لا تعلق له بالسيرة، ونظراً لمكانة هذا الكتاب
عَمِلَ الإِمام أبو محمَّد عبد الملك بن هشام المعافري، المعروف بـ"ابن هشام"، على استخراج كتاب سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- من كتاب السّيرة لمحمّد بن إِسحاق المطّلبيّ، المعروف بـ"ابن اسّحاق"، حيث اعتُبِرَ كتابه من أقدم الكتب التي جَمَعت سيرة سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم- وأكثرها صحّةً، فقد لَقِي قبولاً عند النّاس حتى عُرِف الكتاب باسمه فأصبح مشهوراً باسم سيرة "ابن هشام"، فعَمِل العديد من العلماء على شرح سيرته، ومن هؤلاء العلماء؛ السهيلي والخشني من بلاد الأندلس.
ولعلّ أفضل ما تميّز به ابن هشام في سيرته، هو بُعْده عن سردِ الكثيرِ من الإسرائيليّات، وحذفه العديد من الأمور التي لا تتعلّق بالسيرةِ النبويّة، ناهيك عن براعته في التهذيب والتّنقيح، واقتصاره على أصحّ الروايات وأحسنها التي رَوتْ أهم الأحداث الواردة في حياته -صلى الله عليه وسلّم-، حتى أصبحت مرجعاً هامّاً وأصلاً لا غنى عنه في السِّيَر والمغازي، وممّا يجدر التنبيه عليه أن سيرة ابن هشام لم تتناول الروايات بكثيرٍ من التحرير والتَّنقيح فقط؛ بل احتوت أيضاً على النقد والتحرير والاختصار والمعارضة أحياناً للروايات المأخوذة من سيرة ابن اسّحاق.
كل هذا و اكثر في تطبيق : كتاب السيرة النبوية لابن هشام