كتاب الأمير من الكتب التى غيرت مجرى التاريخ . الكتاب دراسة في الفقه السياسي أعدها مكيافيلي سنة 1553. تم منع الكتاب بالنشر حتى موت صاحبه ب 50 عام . حيث صُدر بسب جرأه افكاره وكان يقال أن كل من نابليون وهتلر كان هو مرجعهم الأساسي و يقال أيضا أن موسوليني كان لاينام حتى يقرأه. نتمنى لكم قراءة ممتعة .

إذا كانت السياسة هي فن حكم البشر فلا بد لفهم آراء وأحكام ميكافيللي المبثوثة في كتابه (الأمير) من العودة إلى الوراء قليلاً لمعرفة البيئة الاجتماعية والسياسية التي عاش فيها ميكافيللي ومعرفة الطبيعة البشرية التي من خلالها وعلى أساسها بنى ميكافيللي نظرياته وآراءه واقتراحاته و قام بكتابة كتاب الأمير بستخدامها .

البشر عند ميكافيللي خبثاء أنانيون متقلبون ناكرون للجميل، مراؤون جبناء، شديدو الطمع، لا يقدمون الخير إلا عند الضرورة نفعيون وذلك كان لا بد لهم من الحاكم والدولة والقيادة تسوقهم وتدفعهم لما فيه صلاحهم وتردعهم عما فيه هلاكهم ولا بد للحاكم في هذا السبيل من استخدام كافة الوسائل العلمية والشرعية والقانونية كما عليه اللجوء إلى القوة والعقوبة في سياسة هذا الموج الهائل من البشر والسيطرة عليه. أما البيئة الاجتماعية والسياسية والظروف التاريخية التي عاش فيها ميكافيللي وأثرت في أدبه وتفكيره وخاصة "كتاب الأمير".

يبرر ميكافيللي قيام الأمير بأي عمل لتحقيق هدف تقوية الدولة والحفاظ عليها، حتى لو كان مخالفاً للقوانين والأخلاق , معتمدا على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة

لم يتوقع نيقولا ميكافيلى أن يصبح الكـتاب ذا أهمية في عالم السياسية. فكل ماكان يطمح إليه هو أن يقرأ الأمير هذا الكـتاب ويعمل بما جاء به ويستطيع توحيدإيطاليا. لكن الكـتاب أيضًا وفي نفس الوقت يعتبر عارًا يلاحق مؤلفه حتى بعد وفاته بعدة قرون يقال ان الكـتاب كان مرجع لهتلر ونابليون …

فقد ولد ميكافيللي في فلورناس عام 1469م من أسرة توسكانية عريقة أثناء حكم أسرة آل مديتشي في إيطاليا وشب ميكافيللي في عهد الأمير المديتشي (لوزنزو العظيم) والذي وقعت فترة حكمه بين عامي 1469-1492م، ومات لورتزو عام 1492م، واضطر خلفه بيير إلى الخروج من بلاده منفياً بعد عامين من الحكم وتعرضت إيطاليا إلى صراعات وانقلابات عديدة وتدخلت الدول المجاورة في مصير إيطاليا وتقسيمها.

"ألف ميكافيللي في التاريخ والسياسة والتمثيل ونظم الشعر وصنف في فنون الحرب وتنظيم الجيوش وأجاد في كل ذلك وقد راجت كتبه وانتشرت في حياته وبعد مماته وبينها كتاب الأمير وهو أصغرها حجماً ولكن هذا الكتاب على صغر حجمه -غدا أعظم مؤلفات ميكافيللي وعد من الأسفار الخالدة من بين سائر كتب ميكافيللي" وأضحى المؤلف الوحيد والأثر البارز الذي تستند إليه شهرة الكاتب دون سائر أعماله الأخرى وقد كان ميكافيللي يعجب بالحكم الروماني الجمهوري ويؤمن بنظام الحكم الاستبدادي كذلك ولكنه كان يعتبر الحكم الديمقراطي القائم على إرادة الشعوب أصلح الأنظمة بشطر أن يكون الشعب مستنيراً ومتمسكاً بالأخلاق الفاضلة.

إن كتاب الأمير هو أعظم مؤلفات ميكافيللي وله لدى أهل الفضل مكانة لم ينلها سواه من تصانيف صاحبه وعدا ذلك فإنه معدود بين الأسفار الخالدة في لغته الأصلية فلا عجب إذا عد في غيرها كذلك. ويتعذر الإلمام بمحاسن هذا الكتاب وفضل واضعه. وقد يجد الراغب فيما كتبه ماكولى النقادة الإنكليزي الشهير عن ميكافيللي أكبر مؤرخي إيطاليا وأحذق ساستها ما يشفي الغليل. إنما أردنا للقارىء أن يستوعب ما كتبه ماكولي ليعلم كيف أنه في نقده نسخ آراء المؤلف ومسخها وغير فيها وبدل من معانيها. مع أنه كان يستفيد منها ويسترشد بها. غير أنه لم ير أن يكافىء صاحبها على فضله إلا بتوجيه سهام النقد الى ما كتب والتشهير باسمه فنفر الناس بذلك عن ميكافيللي وكتابه بعد أن اتهمه بأنه سن أقسى وأفظع النظامات ووصمه بابتداع أظلم خطة للتحكم في الأعناق. وكان من أهم ما تناوله الكتاب: أنواع السلطة وطرق الحصول عليها, الكلام على الإمارات الموروثة, كيف تحكم البلاد التي كانت قبل الفتح مستقلة, الولايات التي امتلكت بقوة الأمير وجيوشه, كيف تقاس قوى الحكومات, أنواع المحاربين والجنود المأجورة, وغيرها من المواضيع الهامة.