مزرعة الحيوان (بالإنجليزية: Animal Farm) رواية دِستوبيّة من تأليف جورج أورويل نشرت في إنجلترا يوم 17 أغسطس 1945 و رواية مزرعة الحيوانات هي إسقاط على الأحداث التي سبقت عهد ستالين و خلاله قبل الحرب العالمية الثانية، فقد كان أورويل اشتراكيا ديمُقراطيا و عضوا في حزب العمال المستقلين البريطاني لسنوات و ناقدا لجوزيف ستالين و متشككا في السياسات الستالينية النابعة من موسكو بعد تجربة له مع المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية (НКВД) في الحرب الأهلية الإسبانية.
و تعد رواية مزرعة الحيوانات مثالا من الأدب التحذيري على الحركات السياسية و الاجتماعية التي تطيح بالحكومات و المؤسسات الفاسدة و غير الديمقراطية
مزرعة السيد جونز
تدور الأحداث رواية مزرعة الحيوانات في مزرعة القصر، التي يمتلكها السيد جونز ذلك المزارع قاسي الطباع، في ليلة من الليالي الغير معتادة في المزرعة تجمعت الحيوانات في الحظيرة، لتستمع إلى الخطاب الذي سيلقيه عليهم العجوز ميجر ويحكي فيه الحلم الذي رآه في الليلة الماضية، العجوز ميجر هو أكبر الخنازير سننًا في المزرعة وأكثرهم حكمة، لفت العجوز ميجر نظر الحيوانات إلى حياتهم البائسة في مزرعة السيد جونز، وجهودهم المبذولة لإرضاء السيد أو خوفًا من عقابه، فهتف فيهم بضرورة تغيير الوضع الراهن وضرورة إشعال الثورة وتحقيق المساواة بين الحيوانات، ثم قص عليهم حلمه الذي ظهرت فيه الأرض خالية من الإنسان، والذي ألهمه لتذكر أغنية “حيوانات إنجلترا” وبدأ يغنيها ببراعة أشعلت الحماسة في نفوس الحيوانات.
ثلاث ليال بعد هذه الليلة وتوفي العجوز ميجر، ولكن ظل كلامه يتردد في ذهن الحيوانات، وبما أن الخنازير أذكى الحيوانات في المزرعة فبدأوا بوضع مفاهيم للثورة، وظلوا يعرضونها في اجتماعات سرية تقام كل يوم في الحظيرة، وقد تولى ثلاثة خنازير المهمة وهم نابوليون وسنوبول وسكويلر الذي كان أكثرهم فصاحة والأكثر براعة في إلقاء الخطب الرنانة.
اندلاع الثورة
أعد الثلاثة نظامًا فلسفيًا أطلقوا عليه اسم “الحيوانية” وحاولوا إقناع الحيوانات به في الاجتماعات السرية، واجهوا صعوبة في البداية بسبب لا مبالاة الحيوانات، أو ولاءها للسيد جونز ولكنهم اقتنعوا في النهاية وسلموا مصيرهم للخنازير وكانت الاجتماعات دائمًا تنتهي بأغنية حيوانات إنجلترا.
جاءت الليلة الحاسمة عندما نسي السيد جونز إطعام الحيوانات في المزرعة، وأهملهم العمال أيضًا، لم تستطع الحيوانات الصمود وأحدثت جلبة شديدة في أرجاء المزرعة أفاق معها السيد جونز من ثمالته، ونزل هو وعمال المزرعة وانهالوا بالسياط على الحيوانات، لم تتحمل تلك الحيوانات الجائعة الضربات، وانقضت على الرجال بالركل والنطح حتى فروا جميعًا من المزرعة ومعهم زوجة السيد جونز، وأصبحت المزرعة والبيت ملكًا للحيوانات وبدأت الاحتفالات، دمر الحيوانات كل شيء يذكرهم بالسيد جونز وقرروا أن يظل البيت على حاله.
ما بعد الثورة
في اليوم التالي أعلنت الخنازير أنهم تعلموا القراءة والكتابة من خلال بعض كتب التهجئة التي ألقاها السيد جونز، ثم اتجه سنوبول إلى السور الذي كتب عليه اسم مزرعة القصر وغير الاسم إلى “مزرعة الحيوان” ثم أبلغوا الجمع أنهم اختصروا مبادئ الحيوانية في سبع وصايا كتبها سنوبول أيضًا على الجدار وكانت تنص على:
كل من يسير على قدمين هو عدو.
كل من يسير على أربعة أقدام وكل طائر هو صديق.
يمنع على الحيوانات ارتداء الملابس.
يمنع على الحيوانات النوم فوق سرير.
يمنع على الحيوانات شرب الخمر.
يمنع على الحيوان قتل حيوان آخر.
كل الحيوانات متساوية.
بدأت الحيوانات تهتم بالمزرعة وتكد في العمل على الرغم من صعوبته، واستعنالهم للأدوات التي صُنعت من أجل الإنسان وغير مناسبة للحيوانات، ولكن كُوفئت الحيوانات في النهاية بغلة أوفر بكثير مما توقعوا، وكانت مهمة الخنازير هي الإشراف على العمل وإلقاء الأوامر فقط، واتخذوا لأنفسهم مكانًا في المزرعة وجعلوه مقرًا لقيادتهم، ثم بدأت الحيوانات في تعلم القراءة والكتابة ولكنها لم تكمل ما بدأته، ولم يتعلم منها سوى الكلاب ولكنها لم تحفظ إلا الوصايا السبع، كما تعلمت العنزة موريل وكانت أفضلهم والحمار بنيامين كان يقرأ كما يقرأ أي خنزير آخر، ولكنه لم يقرأ إطلاقا بحجة أنه لا يوجد ما يستحق القراءة.
كان نابوليون يرى أن الاهتمام بالجيل الجديد هو الأهم فأخذ الجراء التي وضعتهم الكلبتان بعد فطامها، ووضعها تحت سقيفة لا يمكن لأحد الوصول إليها إلا هو، وأخفاها لدرجة أن الحيوانات نسيت وجودها.
صص الخنازير لأنفسهم حليب الأبقار ومحصول التفاح بحجة أنهم يحتاجون للغذاء الجيد لإدارة المزرعة، واتخاذ القرارات وأقنعهم بذلك سكويلر بكلامه المنظم المقنع، والذي دائمًا ما ينتهي بتحذيرهم من عودة السيد جونز، كانت الخلافات بين سنوبول ونابوليون تزداد كل فترة.