رواية أين المفر هي واحدة من أشهر روايات الدكتورة خولة حمدي، وواحدة من أشهر روايات الأدب الإسلامي. وقد لاقت هذه الرواية شهرة كبيرة في الأوساط الشبابية والثقافية. كما حقق هذا الكتاب مبيعات ضخمة، فتصدر الكتب الأكثر مبيعًا لهذه الكاتبة.
والشهرة الكبيرة التي حققتها هذه الرواية ترجع إلى أسلوب الكاتبة الفريد والمميز، فهي تجمع بين اللغة الجيدة التي تحوي مفردات متنوعة، وبين السهولة والبساطة في اختيار الألفاظ. فالدكتورة خولة حمدي تجمع بين بساطة العبارة وجودتها.
تتحدث الكاتبة في بداية الرواية عن الثورة التونسية، ثم بدأت من هذه الأحداث قصة تخلط فيها بين مشاعر الحب والوطنية والثورية، وهذا الخليط يُهيج نفس القارئ فيتفاعل مع الرواية .
والمتابع لتقييمات الرواية يرى أن هناك من يُثني بشدة على الرواية وهناك من ينتقدها. والسر في ذلك هو أن هناك نسختين من الرواية، نُسخة كتبتها المؤلفة في الثامنة عشر من عمرها ولم تكن جاهزة للنشر، ولكن نشرها أحدهم دون إذنها، والثانية هي التي نُشرت بشكل رسمي، فما ينتقد غير الرسمية وليست الرواية الرسمية التي نُشرت من الكاتبة.
من الرواية: "تنهدت في أسى وهي تستدير لتقع نظراتها على الجزء الثاني من البهو الذي كان مناقضا تمام للأول ... أثاث عصري بسيط ذو ألوان زاهية .. بساط صغير بديع , ومنضدة طويلة نسقت فوقها أعدا من التحف الصغيرة الظريفة , استقرت خلفها مرآة عاجية , طالعت فيها صورتها ثم ابتسمت في رضا وتألقت عيناها الكستنائيتان ببعض الغرور .. على عرض الحائط المقابل توزعت لوحات صغيرة متناثرة تمثل مشاهد طبيعية مشرقة .. ابتسمت ليلى وهي تلقي تظرة أخيرة على الجانبين وتلحظ في صمت المفارقات العجيبة التي اجتمعت في فضاء واحد .. زروجان مختلفا المزاج ؟ ربما ... انتبهتت إلي السيد نبيل الذي نزل للتو و وقف على بعد بضع خطوات منها يتأملها في صمت وعلى شفتيه ابتسامة ودودة .. تقدمت منه , عائقته في حرارة متكلفة أو تبادلا عبارت الترحيب ... وما هي إلا لاحظات حتى سمعت ضوضاء قادمة من الطابق الاول."