حدثني أبوي عن الجنة، إلا أن لندخلها علينا أن نموت أولاً. مثلما واصل أن قتل النفس من الكبائر المُتحريم، وأن من يقتل ذاته
لا يدخل مملكة الجنان. لهذا لم يتبق لي سوى الانتظار، انتظار أن أمسى رجلاً، ثم أموت لأبعث قرب مجرى مائي السلسبيل.
الانتظار! الانتظار هو الوجود. لم تخفني رأي الوفاة لحظتها. كنت أصحو من السبات وأفعل ما يُدعوة مني أن أقعل. وفي
العشية تغرب الشمس فأعود للنوم بانتظار الفجر لأفعل الشئ ذاته. كنت أدري أن يوماً قد انضاف لآخر، أن تعمل على متابعة
الأيام يفضي لتراكم الأشهُر، والفصول، والسنين. عمري ست أعوام، ثم سأبلغ السابعة والثامنة والتاسعة، ثم العاشرة. وفي
العاشرة يُصبح المرء رجلاً. في سن العاشرة سيُمكنني التجوال وحيداً في كُل الحارة، سأتجاذب أطراف المحادثة مع الباعة،
سأتعلم الكتابة، كتابة اسمي كحد أدنى، سأتمكن من زيارة واحدة من العرافات لقراءة طالعي، سأتعلم مفردات سحرية وأصنع طلاسم.
