الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آ ه وأصحابه
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله علية و سلم، وشر الأمور
محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار؛ فقد اطلعت
على رسالة: "صيد الخاطر تأملات في آيات الله الشرعية والكونية"، لأخينا الشيخ/
درهم بن محسن بن عبد السلام؛ فوجدت فيها فوائد ولفتات مما صاده خاطره أ ناء
تعمّقه في قراءة القرآن الكريم، وبعض أحاديث النبي صلى الله علية و سلم، وسيرته، وقد اجتهد في
استنباط الفوائد والخواطر التي خطرت على باله، من خلال ربطها بالآيات، وهو لم
يدَّعِ أن هذا تفسير مباشر لهذه الآية أو تلك، وإنما ذلك ما خطر على باله، وما يخطر
على البال ليس وحياً، وليس صاحبه معصوماً، وإنما ذلك ما فهمه من النص، وطا ا
أن الفهم ليس معاكساً ولا مخالفاً للآيات أو للأحاديث فالناس يتفاوتون في
الاستنباط، وفي استخراج الفوائد، وقد سبقه علماء كثيرون منهم الحافظ أ و الفرج
ابن الجوزي : صاحب المؤلفات الكبيرة؛ فله رسالة اسمها "صيد الخاطر"، وهي
مليئة بالفوائد.